ثّلت نظرية المناسبة تحوّلاً مهمّاً في البحث اللساني، تمت من خلاله مراجعة قواعد غرايس التي خُصِّصَت لتحليل المحادثة، فعُوِّضت بمبدإ المناسبة ومبدأ التعاون اللذين أصبحا يمثّلان الأساس في فهم أيّ محادثة/خطاب وتأويله انطلاقاً من الجمع بين ما هو لساني وما هو عرفاني.
وأصبح تحليل المحادثة – وفق هذه النظرية – يركّز اهتماماته على توظيف المعطيات اللسانية وغير اللسانية في معالجة المحادثة وتحليلها، ولم يعُد استنباط معاني المحادثة مقتصراً على مبادئها التي وضعها غرايس؛ إذ تمّ تطويرها إلى مقاربةٍ تشمل عملية التواصل وتحلّل مكوّناتها وطرائق الاستدلال عليها بالاعتماد على المؤثرات السياقية والمعرفية والبراغماتية والنفسية التي تؤطّر عملية الإنتاج والفهم والتأويل.
وتهدف نظرية المناسبة إلى البحث في الخصائص البراغماتية والتواصلية والنفسيّة التي تتعلّق بتسلسل المحادثة وتفسير قضاياها؛ فهي تتركّز على طبيعة المجهود الذي يبذله المتكلِّم في السياق التواصلي ليبني عالمه التحادثي أو الخطابي.
وبما أنّ تحليل المحادثة – باعتباره فرعاً من فروع تحليل الخطاب – يهتمّ بكيفية إنتاج المحادثات واسترسال أدوارها الكلامية وكيفية ربطها وترابطها على المستوى اللساني، فإنّ المحادثة وفق نظرية المناسبة تعتمد كذلك على تحليل الأبعاد النفسية والعرفانية والبراغماتية المرتبطة بالعملية التواصلية أو الحدث الكلامي المباشر وغير المباشر.
وفي هذا الإطار نتساءل عن مدى استجابة هذه النظرية لتحليل المحادثة بصفةٍ خاصة أو الخطاب بصفةٍ عامّة، وما هي طبيعة القوانين المتحكّمة في العلاقة بين… (يُواصل المؤلِّف بعدها شرح الإشكالات والفرضيات). بإمكانك تحميل البحث كاملاً والإطلاع عليه من هنا